لا أدري هل هو أكثر إشراقاً ، أم أكثر توتراً...
ولأكن واضحه منذ البداية فأنا لا أتحدث عن السياسة...أنا أتحدث عن الأدب....
الحالة الأدبية في مصر الآن التي لم يتحدد ملامحها بعد....
حقيقة انا لم أزر بعد معرض الكتاب حتى أحكم جيداً عليه ..وتصبح قراءتي السخيفة لواقع الأدب الحالي- إن جازالتعبير- جلية واضحة....
لكني استطيع وبقليل من الجهد أن أرصد بعض الظواهر التي تحدث عنها الآخرون من الكتاب المرموقين في مصر..ألا وهي ظاهرة الكتابة بالعامية الشديدة...
وقد يختلف البعض معي وأنا من مبدأ الديموقراطية سأحاول أولاً أن أوضح وجهه نظري ...
صحيح أن كثير من تلك الكتب او المطبوعات المختلفة في الآونة الأخير إلتزم كتابها باللغة العربية إلا أن ذلك لم يمنع حتى المحترفين منهم من إدخال بعض المفردات العامية المستحدثة أو الشبابية كما نطلق عليها ، والتي لم يفلح وضعها بين الأقواس لتحجيمها بل أصبح بعض المقالات تحوي من الأقواس أكثر من الكلمات...
وحتى لا يلومني البعض بالغيرة أو التحامل ؛ فأنا من الذين يكتبون العامية لكن أنظر أين؟
فقط في المدونات .. وإن كان هناك محاولات للإلتزام بالعربية الواضحة - لا أقل الفصحى- فهي تقابل بالتجاهل أحياناً
وتظل المدونة المحتوية على العامية هي الأكثر قراءة وفهما...
لكن الأمر يختلف حين ينشر هذا الكلام في مؤلفات ...فبد بضع سنين ، سينظر للأمر من منظور المحاسبة ، هناك أجيالاً أخرى سوف تحاسبنا على إهدارنا للعربية ..فلا يصح أن تنشر بعض الكتب وهى تضج بالعامية بها ...
وللأدب الإنجليزي ننظر، فلا يزال هو المتربع على عرش اللغة والأدب في العالم ، ليس لأنه بلغة المملكة التي لا يغيب عنها الشمس؛ إنما لموفور التعبيرات وكم المفردات والمرادفات الرائعة ، التي تجعلك محترفاً للأدب لمجرد دراستك 4سنوات للأدب الانجليزي في الجامعة مثلاً...
كذلك الأدب الروسي ...ما ترجم منه يجعلك حائراً أمام تلك المرادفات العجيبة لبلاد تقبع أكثر أيامها تحت البرد والصقيع
وتجيد التعبير الدافيء الأدبي عن نفسها...
إذاً نحن فقط الذين لا يهتمون كثيراً لمفردات لغتهم..ولا أريد أن يقول لي أحدهم (أدب الحداثة) فهي كلمة لم ينزل الله بها من سلطان، ولكننا أدمنا التعبيرات العجيبة لوصف ما يمكن تلخيصة بكلمة واحدة (أدب العامية) ممكن ويمنعني التحفظ ذكر مرادف آخر أكثر سماجة وأقل رقياً ...
ما أريد قوله ولكي لا يذهب ما سبق سدى أن نعتز قليلاً بلغتنا فهي جزء من حضارتنا فنحن لا نريد أن ينتهى بنا الأمر
كقبائل السلت والوندال.. فمن يذكر حتى أن كلمة الأندلس(وندالسيا)اشتقت من اسم هذه القبائل ...
طبعاً طابور الاختلاف ...سيكون أكثر جدا من طابور الاتفاق....
لأننا تعودنا من يختلف معي في الرأي ليس إلا عدوي ..
لكني في نفس الوقت وذاته أحترم كتاباً كثيريين ممن ناضلوا وراء الكلمات العربية ليحفظوا لنا ماء وجوهنا .
وعلى سبيل المثال - لا الحصر- د.أحمد خالد توفيق ، وهو من أوائل الذين لفتوا نظري لهذا الأمر ..
حينما رفض أن تكون مدونات مصرية للجيب بالعامية المحضة...
وهو كاتب على الرغم من أختلافي معه كثيرا في الآونة الأخيرة ، إلا أنه شارك وبشكل ما ، في حفظ الأدب العربي من الاندثار، عالماً وعن قصد ، أو بعفوية.
فكثيرا ما وجدنا في كتاباته شعراً ، جزء من شعر ، يجرك جرا للبحث عن الشاعر ، وباقي القصيدة...
هو ساهم في حفظ هذا الأدب شاء أم أبى ...فمن منا لا يذكر (شكراً لحبك مروحة وطاووس ونعناع وماء ...وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الأستواء) شعر نذار قباني
ولأذكر مثال أكثر وضوحاً،محمود السعدني ، الكاتب الذي يكفي ذكر اسمعه لجعل الابتسامة ترتسم على شفتيك بوضوح...
من قرأ الطريق إلى زمش ، ضحك وبكي وفكر واستشعر صعوبة الأمر .. وضحكنا معه وعليه ومع ذكره لتفاصيل مرعبة ومضحكة في آن واحد ، إلا أنه لم يخرج أبداً من دائرة العربية الفصحي لدائرة ما بين القوسين ...
وصف لنا تفاصيل قل أن يصفها كاتباً الآن بدون أن يخرج من دائرة الأدب ، ومع ذلك استخدم العربية الحقة ...
وكثيريين لا يمكن حصرهم طبعاً .. لكنني أخشى جل ما أخشاه ...أن يأتي الدور الذي تلعبه دور النشر _وهي كثيرة الآن_ بعكس ما ترغب ..
فبدلا من أن تحرك الماء الراكد والفكر المتجمد والصالونات المغلقة على أصحاب العقول الكبيرة والأقلام المعروفة والتي احتكر بعضها الفكر وحرية التأمل والتأويل والتحليل لفترات طوال ، تدخل في دائرة المساهمين في دثر اللغة العربية ومن ثم الهوية ...
وأعتقد أن أصحاب تلك الدور لابد وأن يعو هذا الأمر جيداً في تلك المرحلة ..
وأن نعود مرة أخرى للمراجع اللغوي .. والمصحح الإملائي...فهذا برأيي كفيل بفتح طاقة من النور لهؤلاء العمالقة الصغار المتخفيين وراء الشاشات ولوحات المفاتيح لأظهار أعمق ما فيهم من أدب ومفردات رائعة ..
فهذا من شأنه أن يرجع الحركة الأدبية إلى باحتها الأولى.. مما ينعكس صداه على الجانب الإجتماعي واللغوي
فمفردات مثل (اصطباحة..ماشي يا مان وبيس.. ويا كبير) وهي التي ترجع لأذهاننا ثقافة الهيبز في الستينييات والسبعينيات في أمريكا ، سوف تختفي تباعاً ، حتى وإن حل فقط محلها كلمات أقل حدة وفوضوية وعدوانية ومحلية
الصنع .
التحدي أصبح أكبر ، مابين هؤلاء العمالقة الصغار ، وقاطني الصالونات ومحرري الأعمدة العتيقة التي لا يقرأها سواهم وذويهم ...
فعلى الأقل لا تدعوا لهم الفرصة لدفعنا للخلف مرة أخرى بحجة واهية وهي حفظ الأدب واللغة من ثقافة المدونات والشوارعيزم ...
أعتقد أن رأيي بات واضحاً ...لكن الدراسة لم تنتهي بعد ، فمازلت لم أتفقد ردهات معرض الكتاب ، ولم أته في أروقته بعد...
و..
لنا بإذن الله لقاء
مرحبا
مدونتي هى انعكاس حالتي المزاجية همومي واحلامي التي لم تظهر للنور بعد
هواياتي ، دموعي التي أخشى أن يراها الآخرون
معاناتي مع نفسي ومع الاخرين
هواياتي ، دموعي التي أخشى أن يراها الآخرون
معاناتي مع نفسي ومع الاخرين
ما تنسيش ولادك يا مصر....
الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩
( ما بين القوسين ) دراسة....
Posted by ست البيت at ١:٥٠ ص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق