مرحبا

مدونتي هى انعكاس حالتي المزاجية همومي واحلامي التي لم تظهر للنور بعد
هواياتي ، دموعي التي أخشى أن يراها الآخرون
معاناتي مع نفسي ومع الاخرين




هل لا نزل نفتؤا نذكر فلسطين والعراق والمستضعفين في الأرض من المسلمين؟

حتى لا ننسى في زحمة الحياة..

الثلاثاء، ٢٦ فبراير ٢٠٠٨

ماذا وراء دعم أمريكا لإستقلال "كوسوفا" ؟





تقع كوسوفا في البلقان محاصرة من الشمال والشمال الشرقي "بصربيا" ويحدها من الجنوب مقدونيا وألبانيا، ومن الغرب الجبل الأسود، وتبلغ مساحتها 10.887 كيلومتراً مربعا.
وعدد سكانها :ثلاثة ملايين نسمة - 90% "ألبـــان" و4% "صرب" و3% "أتراك" و2% "بشناق" و1% "قوميات أخرى" - وتبـلغ نسبة المسلمين : حوالي 95%. دخل الإسلام إلى كوسوفا في عام 1389م، إبَّان المواجهة الحاسمة بين العثمانيين والصرب ، في المعركة التي اشتهرت باسم "قوصوه" أو "كوسوفا" وقد هُزم الصرب في تلك المعركة، وقتل فيها ملكهم بعد هزيمة جيشه.


في سنة 1981مقام المسلمون بثورة شعبية على مستوى كوسوفا كلها، يطالبون فيها باستقلال كوسوفا عن صربيا ومنحها حكم ذاتيا الجمهورية في إطار يوغسلافيا الفيدرالية الشيء الذي جعل السلطات الصربية تأمر القيادات العسكرية بقمع انتفاضة الشعب المسلم، حيث نزل الجيش المدجج بأفتك أنواع الدبابات، والأسلحة الحديثة التي راحت تحصد المسلمين هنا وهناك. وقدر عدد قتلى المسلمين في اليوم الأول بحوالي 300 قتيل، هذا فضلا عن هدم البيوت، وتدمير المنشات الخدمية، وانتهاك حرمة المساجد والمدارس الدينية، وهتك أعراض الحرائر من أخواتنا المسلمات.

ومع كل هذا القمع الشديد استمر المسلمون في المطالبة بحقوقهم إلى بداية انهيار الشيوعية، التي آذنت بتفكك الاتحاد اليوغسلافي، وراحت كل جمهورية من جمهورياته تأخذ طريقها نحو الاستقلال التام عن يوغسلافيا الفيدرالية، فتوقع المسلمون أن أفول الظلام الماركسي، وظهور نظام جديد في أوروبا الشرقية سوف يسمح بالحريات لشعوب المنطقة، ويعطيها الحق في تقرير مصيرها.
وقد امتد هذا حتى شمل جمهوريات يوغسلافيا، فأعلنت البوسنة استقلالها بعد سلوفينينا (وكرواتيا) وهنا قامت قيامة أعداء الله، فأعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين، وصرحوا على الملأ " بأنهم لن يسمحوا بقيام دولة إسلامية في أوروبا" ثم حدث بعد ذلك ما حدث من الجرائم الوحشية والمذابح الجماعية التي ارتكبت في حق هذا الشعب المسلم، والتي شهدها العالم بأسره، ولم يحرك لها ساكناً !! .
إستفتاء وكان أن أجرى المسلمون الألبان في كوسوفا استفتاء عاماً فيما بينهم بعد تفكك الاتحاد اليوغسلافي. * في سبتمبر 1991م، أسفر عن انحياز الأغلبية المطلقة- للاستقلال، وتطور الأمر إلى انتخاب مجلس نيابي، وتشكيل حكومة، وتنصيب رئيس لجمهوريتهم المستقلة هو الدكتور إبراهيم روغوفا، ولكن الحكومة الصربية تجاهلت كل هذه الإجراءات، واعتبرتها كأن لم تكن، بل بدأت بمرحلة جديدة من الاعتقالات والتعذيب، والاضطهاد فاقت سابقتها، وفي هذا الصدد ارتكب الصرب جرائم كبيرة ضد هذا الشعب المسلم، ولا يزالون يواصلون جرائمهم واعتداءاتهم على إخواننا المسلمين، في ظل صمت مطبق من العالم الإسلامي!!
وظل الصرب يمارسون إجراءاتهم القمعية ضد المسلمين في كوسوفا طوال الفترة الماضية، ولم يكن أمام الشعب المسلم خيار إلا المقاومة والانتفاضة أمام التجاوزات والتضييق، وسياسة الإفقار والتجهيل الممارسة ضده من طرف الصرب المهيمنين على مقاليد البلاد.

الجرائم الصربية

وقد بدأت هذه الجرائم الصربية التصفيات الجسدية، وتدمير المساجد، والمنازل،

(واغتصاب المسلمات) بدأت هذه الجرائم تتوالى على المسلمين

فتم إبعاد اللغة الألبانية عن كل تعامل رسمي، ومُنعت منعاً باتا في المدارس والجامعات.

وطرد كل ألباني مسلم من وظيفته العمومية والمراكز الحساسة كالأمن والجيش،

وقتل أكثر من 100 جندي مسلم خلال خدمتهم العسكرية في الجيش اليوغسلافي الصربي) وجرح أكثر من 600 في حالات اعتداءات متكررة استهدفت طرد المسلمين من الجيش لمنع المقاومة المسلحة ضد الصرب.
* قامت السلطات الصربية في سنة 1990 بوضع السم القاتل (في خزانات مياه المدارس بمدن كوسوفا، فتسمم منها أكثر من سبعة آلاف طفل من أطفال المسلمين، وكانت الحادثة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحقد الصليبي الصربي) ضد أطفال المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

* أغلقت القوات الصربية جميع المدارس الابتدائية والثانوية الألبانية، وأتبعتها بجامعة بريشتينا الألبانية، وقامت بطرد جميع طلابها. * أغلقت المكتبات المركزية في جميع مناطق كوسوفا، وصادرت الكتب العلمية النادرة، ونقلتها بواسطة الشاحنات العسكرية إلى مصانع الورق، لإعادة تصنيعها ورقا عاديا!!.
* ولا يزال القوم يواصلون اعتداءاتهم وجرائمهم البشعة ضد الشعب المسلم في كوسوفا، ولعل أبشعها المذبحة الأخيرة التي حدثت في أيام شهر رمضان الماضي 1419هـ في قرية (راتشاك) والتي قتل فيها أهل القرية جميعا.

موقع المسلون والعالم...

بعد كل ما سبق هل نصدق أكذوبة تأييد الولايات المتحدة لاستقلال كوسوفا ؟

الامر بات واضحا جلياً ، فالولايات المتحدة لم تنسى أبدا عدوها السوفيتي ولا معاونوه ...ولم ولن تنسى أن لها أطماع في هذه القارة ...

ودعونا لا ننسى نحن الآخرين أن هؤلاء الأمريكان هم بروتستانت أوروبا الذين طردوا حينما رفضوا سياسة الكنيسة ...فقهجروا إلى تلك البلاد الجديدة... وبات واضحاً أنه مما تظاهر الأمريكيون بتفاعلهم مع أورويبا فما هي إلا مصالح مشتركة .. لكن (صباح الخير يا كنيسة إللي في القلب في القلب)

إذاً لا يعدو هذا التسامح مع اقليم كوسوفا سوى مزيد من سكب البنزين على النيران المشتعلة ...وتسريب غاز مشتعل عديم اللون والرائحة للفتك بالمسلمين ...

وإلا فما الداع لكل هذا التعاطف لإقليم كوسوفا وهذا التجاهل الشديد لفلسطين وحصار غزة...إنها إحدى الطريق السياسية الأمريكية في لفت الانتباه لشيء غير موجود للتغطية على ممارسات شنيعة ترتكب باسم الحرية والقضاء على الليبرالية في دول أخرى كثيرة..ومما أكد لي نظريتي في انتقام امريكا من العدو المعتاد الروسي الآن السوفيتي سابقا، هو ما اعلنته البي بي سي العربية في صباح اليوم من أن روسيا سوف تستمر بشدة في دعمها للصرب ضد استقلال اقليم كوسوفا....

وهذا في نظرى ما نجت فيه الولايات المتحدة بالزج بروسيا في مهاترات سياسية جديدة مما يحرج بوتين أمام الرأي العام العالمي إذا ما رشح نفسه لفترة انتخابية جديدة

ومن ناحية أخرى تقوض المد الإسلامي في الاقليم بتوليه رئيس له موالي لها ..

إذا الولايات المتحدة لم تتخل عن وجهها القبيح بعدوأطماعها الاستعمارية التي تجري منها مجرى الدم في العروق...

هي فقط تتجمل أمام العالم لتصبع على نفسها صفة شرعية في تولية من تريد وعزل من تريد عن عرش الدول...

على أيه حال هي محاولة إلى المحافظة على ماء الوجه واضفاء صورة ديمقراطية جميلة على الإدارة الامريكية الحالية بقيادة بوش مع لفظها لآخر انفاسها...وقد تكون محاولة للزج بالسياسة الجديدة في مدار السياسة القديمة بقيادة بوش...

مهما بدا الامر فلا زلنا لا نتوقع الكثير من الادارة الامريكية وان كنا ننتظر ما ستأتي به الرياح حتى ولم يكن بمالا تشتهي السفن....

د.منوسي

دعاء المحراب