خفت توحشيني ...أموت

بجد خفت لو سبت قلبي ...لحد ما توحشيه أموت
أنا عارفة أننا حنفارق بعض في يوم...
بس بجد بخاف م اليوم دا...
لما أمي راحت العمرة ... كانت أول مرة تبعد عندي ...
انا عمري ما فارقتها .. ربنا يخليهالي...
سفرها كان يوم الثلاثاء ... أصريت يوم السبت أني ألم كل حاجاتها في الشنطة
كنت كل ما ابص وشها او عيني تيجي في عنيها أعيط ...
وهيه تعيط .. كنت فرحانة أوي أنها طالعة عمرة لأنها طلبتها من ربنا ..
كان كل ما حد يكلمها او يزورنا يسلم عليها كنت اتنرفز وابقى مش عاوزة أشوف حد يفكرني أنها ماشية ...
يوم الاثنين نمنا قرب الفجر نامت جانبي زي عادتها عملت نفسي نايمة عشان ما زودش
حزنها ..
كانت كل شوية تمسك ايدي وتحضنها بإيدها وتبوسها وأنا عاملة نايمة وببكي
لما النهار طلع مكنتش ادره أفطر ...كنت باكل كأن دي آخر مرة في عمرى ...
زلنا نودعها ولما الأتوبيس اتحرك لقيت نفسي مش قادرة بكيت قوي وبحرقة ...
ولما بعد الأتوبيس وروحنا البيت جارتنا بتقولي اجمدي أمال بكيت على كتفها
أجمد أنا طول عمري جامدة عشان بسند ضهري في حضن أمي
عدي يوم والتاني لقيت نفسي ست البيت ولازم أقوم بواجبي
كنت اروح الشغل وارجع أحط الغسيل في الغسالة ...وأختي تعمل الأكل
أنا أنشره أختي تروق البيت
نيجي ناكل ما نعرفش بناكل ايه وليه وازاي
نكلمها نبكي وهي تبكي
كان الحل الوحيد أني أفصل أقفل قلبي عشان أقدر اعيش لما رجعت وقولتلها كده قالتلي نفس اللي أنا عملته عشان تقدر تعمل عمرتها
كنت بحاول اجمد قلبي وارمي زعلي في شغلي وشوية في اي حاجة في البيت معرفش هيه ايه...
لما عرفت انها راجعة كانت الدنيا كله ورد وفل وياسمين
ولما قالولي ماما في نويبع حسيت لأول مرة معنى ان الشمس تشرق من الشرق
ومع كل خطوة تخطيها كنت أنا داخلة في سباق اروق فيه البيت
عارفين الفيلم اللي موناتجه يدخلك مشهدين مستمرين مع بعض أهو دا بالظبط
لما شوفتها بكيت لأني ما كنتش ملهوفة عليها
وعرفت السر أن قلبي لازال مقفول ويوم ورا يوم فتحت قلبي
وبقيت مش عاوزة اروح الشغل واسيب أمي
بحبها وكنت خايفة قوي لو قلبي لحد ما توحشه ..مقدرش أتحمل المسؤلية الصغنونة
اللي سابيتهالي
ربنا يخليكي ليا يا أجمل وأحن أم في الدنيا ويقبل عمرتك قولوا آمين